في ذكراها
مضت 7 سنوات لكن احداثها تمر أمامي وكأنها الأمس القريب
ذكرياتي في ايام الحرب ليست بذات أهمية لأنني فتاة عادية عاشت تلك الفترة في البيت أسمع أصوات الحرب وأتتبع أخبارها عبر المذياع(الراديو ) او التلفاز ...
لن أتحدث عن تلك الأيام لأنها كانت روتين قاتل بين استيقاض على صوت بداية الغارة والصوت المزعج والكئيب لصفارات الإنذار التي كنت أتخيلها وكأنها أمرأة تنوح بصوت عالي ..و بين تتبع للأخبار وخوف من بعض الضربات القريبة حيث كنت اذكر الله وأتشهد بين الحين والآخر الى أن يجيء الليل حيث اقضيه بين تقلب في الفراش وخوف وحزن ...روتين لا يتغير
لكنني سأتحدث عن اول يوم رأيت في محتلا يدوس مدينتي حيث بعد فترة من سقوط اللؤلؤة بدأت جنود المحتلين تدخل الأحياء السكنية بهدوء وانتظام لتعلن سيطرتها أو أظنهم كانوا يريدون أن يروا النصر بأعين العامة ...كنت أنا واحدى قريباتي نحضر الغداء حيث سمعت من بعض الأطفال أن الجيش سيدخل الحي الآن وخرج الجميع ليروهم ..قبلها لم اكن اصدق او بالأحرى ان عقلي لم يكن يصدق لأنه لم ير بعد قدماً أجنبية تدوس ارضه ..
ركضت باتجاه سطح المنزل وبقيت انظر هناك اترقب الشارع العام للحي حيث قيل انهم سيدخلون منه نحو مركز الحي ..كنت لا افكر بشيء او ان تفكيري توقف تماماً عن اي خطرة
ثم سمعت هديراً وزمجرة قادمة من بعيد تقترب بشكل بطيء وكانت عيناي تتجه نحو الصوت من غير ان تطرف
حتى لاح اول الهدير ..سرب من المجنزرات تسير بخط مستقيم الواحدة تلو الأخرى يستعرضون انتصارهم وهزيمتنا يسيرون ببطئ واتساق تلوح رؤوسهم من فوق مجنزراتهم تلك الرؤوس المغطاة بالخوذ ينظرون لما حولهم بزهو ...انه انتصارهم
ما ان اقترب السرب اكثر ومرت الدبابة تلو الأخرى حتى وجدت دموعي تسقط بغزارة لم اعد استطيع النظر اليهم كانت دموعي تشوش نظري فسقطت على الأرض وبكيت بصوت مرتفع ..انها اول مرة ابكي بصوت مرتفع ..لامست الأرض بيدي ولا يوجد ما يجول في رأسي سوى كلمتين (نحن محتلين)...المحير في الأمر أن قريبتي جلست الى جانبي وهي تهدؤني وتقول لي (لماذا تبكين ؟!)
مضت 7 سنوات لكن احداثها تمر أمامي وكأنها الأمس القريب
ذكرياتي في ايام الحرب ليست بذات أهمية لأنني فتاة عادية عاشت تلك الفترة في البيت أسمع أصوات الحرب وأتتبع أخبارها عبر المذياع(الراديو ) او التلفاز ...
لن أتحدث عن تلك الأيام لأنها كانت روتين قاتل بين استيقاض على صوت بداية الغارة والصوت المزعج والكئيب لصفارات الإنذار التي كنت أتخيلها وكأنها أمرأة تنوح بصوت عالي ..و بين تتبع للأخبار وخوف من بعض الضربات القريبة حيث كنت اذكر الله وأتشهد بين الحين والآخر الى أن يجيء الليل حيث اقضيه بين تقلب في الفراش وخوف وحزن ...روتين لا يتغير
لكنني سأتحدث عن اول يوم رأيت في محتلا يدوس مدينتي حيث بعد فترة من سقوط اللؤلؤة بدأت جنود المحتلين تدخل الأحياء السكنية بهدوء وانتظام لتعلن سيطرتها أو أظنهم كانوا يريدون أن يروا النصر بأعين العامة ...كنت أنا واحدى قريباتي نحضر الغداء حيث سمعت من بعض الأطفال أن الجيش سيدخل الحي الآن وخرج الجميع ليروهم ..قبلها لم اكن اصدق او بالأحرى ان عقلي لم يكن يصدق لأنه لم ير بعد قدماً أجنبية تدوس ارضه ..
ركضت باتجاه سطح المنزل وبقيت انظر هناك اترقب الشارع العام للحي حيث قيل انهم سيدخلون منه نحو مركز الحي ..كنت لا افكر بشيء او ان تفكيري توقف تماماً عن اي خطرة
ثم سمعت هديراً وزمجرة قادمة من بعيد تقترب بشكل بطيء وكانت عيناي تتجه نحو الصوت من غير ان تطرف
حتى لاح اول الهدير ..سرب من المجنزرات تسير بخط مستقيم الواحدة تلو الأخرى يستعرضون انتصارهم وهزيمتنا يسيرون ببطئ واتساق تلوح رؤوسهم من فوق مجنزراتهم تلك الرؤوس المغطاة بالخوذ ينظرون لما حولهم بزهو ...انه انتصارهم
ما ان اقترب السرب اكثر ومرت الدبابة تلو الأخرى حتى وجدت دموعي تسقط بغزارة لم اعد استطيع النظر اليهم كانت دموعي تشوش نظري فسقطت على الأرض وبكيت بصوت مرتفع ..انها اول مرة ابكي بصوت مرتفع ..لامست الأرض بيدي ولا يوجد ما يجول في رأسي سوى كلمتين (نحن محتلين)...المحير في الأمر أن قريبتي جلست الى جانبي وهي تهدؤني وتقول لي (لماذا تبكين ؟!)
4 التعليقات:
فعلاالأمر يدعوا للبكاء...
لأن الوطن غااالي ...حمى الله ديار المسلمين من كل مفسد..آآمين.
بوركت يمينك أخيتي قمر الزمان :)
أختك~||ميلاد||~
آمين....
أشكرك أختي الطيبة ميلاد على وجودك في صفحتي الذي أسعدني جداً
ويشرفني أن تزوري مدونتي دائماً
أختك قمر
رايت الامريكان من اول يوم 9-4
وحين سالهم احد المواطنيين عن سبب مجيئهم اشار الضابط الامريكي الى رقم مكتوب على الدبابة التي يقف عليها وكان الرقم هو 11-9-2001
تفاجئت ما علاقتنا ببرج التجارة
وكان الحزن يعصر قلبي وانا ارى الجيش المهزوم والناس تسرق كل شيء
وكنت اتسائل وانا ما ازال في المرحلة الاولى في الجامعة ما مقدار حزن المسؤولين والضباط الكبار والوطنيين
نعم أخي نوفل
لكل منا ذكرياته الخاصة لنفس التاريخ ...لكن المشاهد تختلف
وأكيد لها تأثير مؤلم لمن يحتل الوطن في قلبه الجزء الكبير
اشكرك اخي لرورك على مدونتي
إرسال تعليق